الاشراف العلويين وانتشارهم في أنحاء العالم الاسلامي

من مأثور الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قوله : السيف أنمى للعدد ، يريد أن من يخوضوا المعارك ويتعرضون للسيف وتصيبهم المقتلة بعد المقتلة يزداد عددهم ، وتلك مقولة صحيحة تدل عليها زيادات السكان بعد الحروب كما حدث بعد الحرب العالمية الأولى والثانية
، كأن الإنسان يشعر بغريزة المجموع وأن جنسه أو قبيله يستشري الموت فيه فيجتهد فيه للتعويض ،
ولايصدق ذلك في قوم كما يصدق في العلويين ، فإن علي بن أبي طالب أنجب مايزيد على الخمسة عشر من الذكور غير الإناث ، ولم ينجب منهم نسلاً ذكوراً الا الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ، وكان نسل هؤلاء الثلاثة قليلاً ، فلما استشهد الإمام علي بن أبي طالب ، وتنازل ابنه الحسن وبقي الحسين ومحمد بن الحنفية وبدأ الصراع الدموي الطويل بين بني أمية وبين بني علي ، وخاض الأمويين في دماء الهاشميين العلويين خوضاً ،وسقط من العلويين في المذابح العشرات ، حتى لقد قتل مع الحسين في كربلاء أربعة من إخوته دون من استشهد من بينه وبني إخوته ، ولم يكن الحسن قد أنجب الا ثلاثة من الذكور هم الحسن وزيد وجعفر ، فما هو الا أن استعر القتل في آل علي حتى تفجر آل الحسن تفجراً فأنجب الرجال والنساء منهم العشرات حتى غدا الحسنيون قبيلاً ضخماً كأنهم الشعب ، ثم لم يلبث أن جاراهم الحسينيون فزادوا عليهم ، ولم تقصر بقية الفروع العلوية في ذلك ، وكانت الوقائع بينهم وبين الأمويين أولاً ثم العباسيين بعد ذلك دفاعاً بالأحفاد وأحفاد الأحفاد الى التفرق في فجاج الأرض ، فانتشر العلويون في كل بقاع الدنيا حتى لم يخل من رجالهم ونسائهم قطر بل بلد ، وقد إنقرض الأمويون الذين تجردوا لإبادتهم بإنقراض بيتهم الأموي الأندلسي وأنحصر العباسيون في بغداد والعراق وبعض الحجاز ، ثم انقرضوا بعد ذلك فلم يبق منهم من يذكر الا في بيت خلفائهم في مصر .
أما العلويون الذين تجرد هؤلاء للقضاء عليهم فقد كثروا كثرة غريبة ونبضت أعراقهم في كل ناحية واختلطوا بالناس في كل مكان وصاهروا الناس وأصبح الكثيرون منهم من صميم أهل النواحي وجمهورها ، فاستشرت بيوتهم وتعددت أسماء أسرهم حتى أصبح من أعسر الأمور ضبط فروعهم وإحصاء أسراتهم ، وقد أنفقت من الوقت شي لايصدق في عمل مشجرات أنساب
لكي أحصي بيوت القرشيين التي وصلت الى السلطان في نواحي دولة الإسلام شرقاً وغرباً .
فترامى بي الأمر ورأيت أنني أجاوز القصد وأخرج عن طوق قوتي المقصود ، فاقتصرت والا مافرغت أبداً ، ولقد قدرت أثناء هذا البحث أن الدول التي أنشأها العلويون خاصة في نواحي الأرض جميعها كبيرة وصغيرة تبلغ دون المائة ، ومابقي علي كان أعظم ورأيت أن هذه النتيجة يتحقق بها دون الحاجة الى مزيد من الإستقصاء جانب من جوانب هذا البحث ، وهو أننا لانعرف قبيلة من قبائل التاريخ مهما تضخم حجمها لم تنشىء من البيوت الحاكمة على مر العصور قدر ما أنشأ أبناء قريش .
والغالبية العظمى من أولئك القرشيين من بني هاشم وأبناء علي خاصة مابين حسنيين وحسينيين ، فكأن الله زاد في بركة المصطفى صلوات الله عليه بالزيادة في أهل عترته حتى لم يحرم منهم فج من فجاج أرض الله ، وإلى أيامنا هذه لازال بيتان على الأقل من بيوت بني هاشم حكاماً على شعبين من شعوب العرب المعاصرين ، هما بيت الهواشم أصحاب الأردن وبيت الأشراف العلويين في المغرب الأقصى .

د/ حسين مؤنس رحمه الله

الله يرحم الدكتور حسي مؤنس فقد كان مفكرا رائعا , و شكرا على الموضوع .

للمزيد من المعلومات فان قبيلة اداوسملال بالجنوب المغربي تزخر بالعديد من قبائل الشرفاء العلويين الحسنيين و الحسينيين و كذلك ابناء عمه العباس بن عبد المطلب و لا ارى الكاتب رحمه الله تعرض لذلك و لهذا ذكرته و على العموم فشكرا لاخينا الشريف العلوي المدغري عل هذا الموضوع و نسال الله ان يرحم كاتبه و شكرا لكم

الاشراف العلويين وانتشارهم في أنحاء العالم الاسلامي

الاشراف العلويين وانتشارهم في أنحاء العالم الاسلامي

رد: الاشراف العلويين وانتشارهم في أنحاء العالم الاسلامي

رد: الاشراف العلويين وانتشارهم في أنحاء العالم الاسلامي