سيداحمد الفيلالي -القادم الى الصحراء المغربية

في معرض السؤال عن تواجد قبيلة فيلالة بالصحراء المغربية بمنطقة وادنوان وكذلك منطقة الساقية الحمراء يعود هذا للسنة 1089 هجرية بعد ان جاء المولى احمد ونزل بها وتزوج من اهلها وولد رجالا ظلوا محل احترام وتقدير بين اهل الصحراء .
ووترجع بنا الاحداث الى زمن المولى محمد بن الشريف عندما بعث اخوه المولى الرشيد للتوحيد المغرب تحت الحكم العلوي الزاهر عدا عن تحرير بعض الثغور من اليهود وغيرهم .حيث وبعد عودة المولى الرشيد وموت اخوه المولى امحمد وتوليه للحكم بعده فر اخوة السلطان وبعض بني عمومته ولجاوا للقبائل امازيغية وفي اواخر رمضان سنة تسع وثمانين والف بلغ السلطان رحمه الله وهو بمكناسة خروج اخوته الثلاثة المولى حران والمولى هاشم والمولى احمد بني الشريف بن علي الشريف مع ثلاثة اخرين من بني عمومتهم . وانهم تدرجوا للقبائل ايت عطا .فنهض اليهم السلطان رحمه الله بالعساكر وسلك طريق سجلماسة فكان اللقاء بجبل ساغرو في عشرين من ذي الحجة من السنة فالتقى جيش السلطان وجيش الخارجين وجلهم من من قبائل ايت عطا فاقتتلوا .وكان الظفر للسلطان بعد ان هلك من جيشه من من هلك .وكان من جملتهم رماة فاس حيث هلك منهم اربعمائة دون من عداهم وهلك قائد العسكر موسى ابن يوسف وانهزم الاخوة وبني عمومتهم وابعدوا المفر الى الصحراء وكان في تلك السنة وباء عظيم انتشر في المغرب فرجع السلطان على طريق الفايجة. في حين استمر المولى احمد في الفرار الى ان بلغ منطقة بالجنوب غير بعيد عن جذيرية وجلس تحت سدرة-عملت سلطات استعمار اسباني على بناء حائط حولها وذلك لما راته من تعظيم الناس لها- وبدا يقرا القران الكريم فاحاطت به غنم شيخ العرب ونكست رؤوسها لديه واخبر بذلك راعي الغنم سيده عن ما حدث فبعث له واكرمه وانزله خير منزل وزوجه ابنته فاطمة والشيخ هو داوود بن منصور وبقي معه يعلم الناس ا لى ان وصله خطابا من المولى اسماعيل يدعوه للعودة والعفو عنه فصار باهله قاصدا مكناسة دار ملك السلطان و اريكة عزه غير انه وفاه الاجل بمنطقة وادنون بكلميم ودفن بها في اول القرن الثاني عشر رحمه الله هو عائدا الى اخاه راضي بحكمه ومبايعا له ومجددا بذلك ولاءه وترك بها ابناءه سيدي القاضي ومولاي الطاهر ونظرا للعدم معرفتهم للارض وتحذير وحداثة سنهم فضلوا البقاء بهذه المنطقة وكبروا فيها وبين اهلها معززين مكرمين وتزوجوا من اهلها وبقوا متمسكين بتقاليد اسلافهم الكرام بالعلم والتمسك بالكتاب والسنة واكرام الضيف واعانة الضعيف والتعلق بالعرش العلوي المجيد وتوفي مولاي سي الطاهر بهذه المنطقة ودفن بافرا حيث مقر الزاوية الفيلالية اليوم ومزار قبائل الصحراء اما القاضي فتوفي قرب فم واد درعة بمقبرة لكرن حاليا هو تلميذه وكان قد تربى في كنفه كابنه فعلمه واشتهر لكرن بعده للدرجة نسيان شيخه . وترك من ابناءه حموا مول الحصية المعروف بجهاده ضد النصارى .اما مولاي الطاهر كان من بين ابناءه اباالحاج عبد المالك والذي عاد الى اخواله حيث كان جده وتوفي هناك وترك اولادا له من بينهم الولي الصالح والعارف بالله من العلماء العاملين والذي اشار اليه المختار السوسي في كتابه سوس العالمة الشيخ سيدي بوبكر *فم الحق*كما يطلق عليه اهل الصحراء وهو معروف عندهم جميعا والمدفون حاليا بمنطقة الحكونية شرق مدينة العيون .كما ذكر في مختلف مؤلفات اهل الصحراء وقد قال احد هم فيه يوم زاره وقد توفي -افلازلت في كل المواطن تحمد *يا سيدي ابابكر الكريم السجية *خليفة خير الرسل طه*نبينا الشفيع احمد*رحمة الله عليك*ماقال مؤذن اشهد* وهذه ابيات معروفة حيث يقراها العديدون عند زيارته ولازال محل زاويته الى يومنا هذا مزار للقبائل الصحراء ومحل تقديرهم وتوقيرهم .وبقي له ذرية مباركة ومعروفة عند جميع اهل الصحراء وقد حصلت زاويتهم على عدة اوسمة ملكية وظلت محل عناية وعطف مولوي كما تتلقى اكراميات بصفة دائمة ولله الحمد. كما التقى بهم محمد الخامس رحمه الله في زيارته للكلميم وكذلك الحسن الثاني رحمه الله في زيارته للسيدي افني مما يدل على تعلق العرش العلوي المجيد بوصل رحمه في الصحراء ودرايته باصول الدين ومعرفته الواسعة للمذهب اهل السنة والجماعة والحفاظ على شرعيته الدينية وله عندهم مكانة خاصة لا تخفى على السلطات المحلية مما يلقونه من تقدير واحترام كما ظلوا هم اوفياء للعرش العلوي المجيد متمسكين به وبالشعب المغربي العزيز وفخورين بكونهم مغاربة مخلصين ومجندين من اجل خدمة الاعتاب الشريفة و مصلحة الوطن الرشيدة. نعمة من الله وبركة هذا كان هو اصل وجود ذلك الفرع من تلك الشجرة الطيبة المباركة العلوية هنا في جنوب المغرب .ونصره الله مولانا الامام امير المؤمنين وايده بالقران العظيم وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم اللهم امين.

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع التاريخي المهم .
وبارك الله في الأشراف الفلاليين الموجودين في الصحراء المغربية .